مركز شباب دير الزور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جمعية تنظيم الأسرة السورية فرع دير الزور
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلاً و مرحباً بكم  في منتدى مركز الشباب


قيد التحديث 

........ ملاحظة ....... تبدأ المحاضرات في تمام الساعة السادسة .....


زوروا صفحة المركز على الفيس بوك و شاركونا بمجموعة
 مركز الشباب-دير الزور
راسلونا على إيميل المركز : sfpa-dir@hotmail.com
يمكنكم الاتصال بنا على الخط الساخن لمركز الشباب 215416 يومياً عدا يومي الجمعة و السبت من الساعة الخامسة مساءً للساعة الثامنة و النصف شباب مدربون يتلقون اتصالاتكم  و يساعدونكم لحل مشاكلكم كما يمكنكم الحضور شخصياً إلى مقر المركز الكائنة في دير الزور - سوق الجبيلة - الحارة بعد جامع الفردوس باتجاه الغرب مقر عيادة جمعية تنظيم الأسرة السورية ط 1 .
هام جداً : نعتذر من جميع الأعضاء الكرام و لكنه سيتم حذف كل مشاركة لا تتقيد بأهداف المنتدى و كل رد غير مفيد و تقبلوا منا فائق الاحترام . إدارة المنتدى
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امراة تلد اثناء شنقها ( سبحان الله)
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت يوليو 03, 2010 3:15 am من طرف Quiet Cyclone

» مواقــف غــبـــيـــة
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت يوليو 03, 2010 3:04 am من طرف Quiet Cyclone

» عذراً .............. قليل من الجدية
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالخميس يوليو 01, 2010 10:06 am من طرف faroh

» ღ♥ღ من القلب إلى القلب أهدي بيت شعر لمن تحب ღ♥ღ
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالخميس يوليو 01, 2010 1:12 am من طرف عبد العزيز الحمادي

» كــــلمـــه مــــن [عنــــدي]وبيـــت شعـــرمـــن [عنــــدك]
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالخميس يوليو 01, 2010 12:47 am من طرف عبد العزيز الحمادي

» نشأة التلفزيون السوري و تطوره
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالخميس يونيو 17, 2010 1:45 am من طرف أنكيدو

» الحب الأعمى..
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد يونيو 06, 2010 1:52 am من طرف صقر الدير

» َََماذا ستكتب على جدار الزمن؟؟؟ ََََاجل لك ذكرى هنا..
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 4:25 am من طرف أنكيدو

» القصيدة الدمشقية ...... نزار قباني
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 3:31 am من طرف أنكيدو

» جبران خليل جبران الأجنحة المتكسرة
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت مايو 29, 2010 12:54 am من طرف أنكيدو

» محمد الماغوط(الفراشة)
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 4:10 am من طرف أنكيدو

» فراتي
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:59 am من طرف أنكيدو

» قارئة الفنجان
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:54 am من طرف أنكيدو

» نزار قباني (الى الصديقة الخائفة)
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:50 am من طرف أنكيدو

» محمد الماغوط(طوق الحمامة )
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:40 am من طرف أنكيدو

» لؤلؤة الفرات (دير الزور)
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:22 am من طرف أنكيدو

» ملائكة و شياطين
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 3:04 am من طرف أنكيدو

» ممو زين
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 2:48 am من طرف أنكيدو

» هامممممممممممممم ..........
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 1:45 am من طرف أنكيدو

» كلمات واقعية لكن ممنوعة!!!!!!
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 1:35 am من طرف أنكيدو

» حقائق ضاحكة مؤلمة
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد مايو 23, 2010 1:12 am من طرف أنكيدو

» الموسيقى ...........
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت مايو 22, 2010 5:23 am من طرف أنكيدو

» قصتي مع ريتا
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالسبت مايو 22, 2010 5:10 am من طرف أنكيدو

» الفكر المعلب
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالجمعة مايو 21, 2010 11:57 pm من طرف أنكيدو

» حياة مدعي ثقافة
الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالجمعة مايو 21, 2010 11:50 pm من طرف أنكيدو

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 الأصفر - آن بِياتِي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
faroh
ذهب أصلي
ذهب أصلي



الاسد الثعبان
عدد المساهمات : 344
نقاط : 12362
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
العمر : 35

الأصفر - آن بِياتِي Empty
مُساهمةموضوع: الأصفر - آن بِياتِي   الأصفر - آن بِياتِي I_icon_minitimeالأحد يناير 17, 2010 1:57 am

ولدت آن بياتي Ann Beattie عام 1947، وترعرعت في ضواحي العاصمة واشنطن. وتخرجت من الجامعة الأمريكية في واشنطن، ثم واصلت دراستها العليا في الأدب الإنجليزي بجامعة كنتيكت. وقد انخرطت في كتابة القصص لتداري الإحباط الذي أصابها في مرحلة الدكتوراه، إذ رُفضت أطروحتها لنيل الدكتوراه اثنتين وعشرين مرة. وفي عام 1976 نشرت في آن واحد مجموعة قصصية بعنوان (تشوهات) ورواية بعنوان (مشاهد شتائية باردة). ويتفق النقاد على أن صوت آن بياتي صوت أصيل متميز خلال السبعينات من القرن العشرين، وأنها تمتلك أسلوبا قصصيا متفردا ولها مقدرة كبيرة على كشف كثير من الحقائق الخفية في الحياة الأمريكية المعاصرة كما يعيشها أبناء جيلها وطبقتها الاجتماعية. وتعيش آن بياتي حاليا مع زوجها الرسام لنكولن بيري Lincoln Perry، وآخر ما صدر لها مجموعتها القصصية الموسومة بـ (منتزه المدينة) وروايتها (أنت مرة ثانية).


كان الإناء الخزفي ممتازا. لعله ليس الإناء الذي تختاره إذا كنت أمام رفّ مملوء بالأواني. وليس هو من النوع الذي يجذب كثيرا من الاهتمام لو وضع في معرض للصناعات التقليدية. ومع ذلك فقد كان له حضور لا تُخطِؤه العين. وكان ذلك الإناء يثير إعجاب المشاهد بصورة متوقعة كما يثير الرجل الأخرق سخرية الآخرين وضحكهم.
وكانت أندريا سمسارة عقارات، وكانت عندما تعلم أن أحد الزبائن يحب الكلاب، تذهب إلى الدار التي يريد أن يشتريها ذلك الزبون وتترك فيها كلبها في نفس الوقت الذي تضع فيها ذلك الإناء الخزفي، وتضع صحن ماء في المطبخ لكلبها موندو وتُخرج دمية الضفدع البلاستيكي من حقيبتها وتضعها على أرض المطبخ، فيأخذ الكلب باللعب مع دميته المفضلة كما يفعل كل يوم في منزلها. أما الإناء فكانت تضعه عادة على طاولة القهوة، علما بأنها كانت قد عرضته مؤخرا فوق صندوق أثاث مصنوع من خشب الصنوبر، وكذلك فوق طاولة ذات طلاء لامع، ومرة على طاولة مصنوعة من خشب الكرز تحت لوحة مزهرية للفنان بونارد.
ويعرف كل مَن اشترى دارا أو يريد أن يبيع دارا بعض الحيل المستعملة لإقناع المشتري بأن تلك الدار فريدة تماما. ومن هذه الحيل إشعال النار في المدخنة في أول المساء، أو وضع باقة من زهور النرجس في جرة من الفخار على منضدة المطبخ، حيث لا يوجد عادة مكان لوضع الزهور، أو ربما إثارة عبق الربيع المتبخر من قطرة عطر تسكب على مصباح كهربائي ساخن.
وفكّرت أندريا أن ما يجعل إناء الفخار رائعا هو جلبه للنظر مع كونه شيئا بسيطا ـ وهو تناقض ظاهري تكمن فيه قيمة ذلك الإناء. كان طلاؤه أصفر باهتا، ويتألق تحت أي ضوء وضعته. وكانت ثمة بضع لمسات من الألوان ـ خطوط هندسية صغيرة وبعضها ملون بنقط فضّية. وكانت تلك النقط خفية مثل خلايا تحت المجهر، ومن الصعب تفادي التحديق فيها، لأنها تومض لجزء من الثانية ثم تستعيد شكلها الاعتيادي. فتوزيع الألوان بصورة عشوائية يعطي انطباعا بالحركة. وكان الناس الذين يحبون الأثاث الريفي غالبا ما يعلقون على ذلك الإناء الخزفي، ولكن تبين لها أن الناس الذين يرتاحون للأثاث العصري كانوا يحبون ذلك الإناء كذلك. بيد أن ذلك الإناء لم يكن مدعاة للتباهي ولا هو بالإناء النادر الوجود، لذا لا يشك أحد في أنه وضع هنالك عمدا. قد يلاحظ الزبائن ارتفاع السقف أول ما يدخلون الغرفة، وعندما تتحول أنظارهم عن السقف أو عن بقايا أشعة الشمس على جدار شاحب، تقع على الإناء الخزفي. وحينئذ يذهبون إليه ويأخذون في التعليق عليه حالا. ومع ذلك فقد يتلعثمون دائما عندما يحاولون أن يقولوا شيئا. ربما لأنهم يشعرون بأنهم في تلك الدار لسبب مهم، وليس لإبداء ملاحظات عن قطعة أثاث صغيرة.
وذات مرة تلقت أندريا مكالمة هاتفية من امرأة لم تقدم أي عرض لشراء الدار التي زارتها. الإناء الخزفي ـ قالت تلك المرأة، هل من الممكن أن أعرف من أين اشترى أصحاب الدار ذلك الإناء الجميل. إناء خزفي في مكان ما من المنزل؟ آه، على الطاولة بجانب الشباك. نعم، سأسألهم طبعا. وبعد مرور يومين، ردت المكالمة الهاتفية لتقول كان الإناء الخزفي هدية تلقاها أصحاب الدار وهم لا يعرفون أين اشتُريت.
وعندما كان الإناء الخزفي لا يتنقّل من دار إلى دار، كان يوضع على طاولة القهوة في بيت أندريا. لم تكن تحتفظ به مغلفا بعناية ( على الرغم من أنها كانت تنقله وهو مغلف في صندوق)، وإنما كانت تحتفظ به على الطاولة، لأنها كانت تحب أن تراه. وكان كبيرا بحيث لا يبدو هشا، أو معرضا للكسر إذا قام أحد بتنظيف الطاولة، أو تسلقها الكلب موندو وهو يلعب. ورجت زوجها بلطف أن لا يرمي مفاتيح المنزل في ذلك الإناء.
عندما لاحظ زوجها الإناء أول مرة، حدّق فيه وابتسم باقتضاب. كان يحثّها دائما على شراء الأشياء التي تحبها. وفي السنوات الأخيرة، اقتنى كلاهما كثيرا من الأشياء ليعوضا عن سنوات الضيق والضنك عندما كان يواصلان دراستهما الجامعية. ولكن الآن وبعد أن مرت عليهما فترة طويلة من الرخاء، انبعثت فيهما شهوة اقتناء الأشياء الجديدة. وقال زوجها إن الإناء "لطيف" واستدار دون أن يلتقطه ليتفحصه. فلم يعد لديه اهتمام بالإناء أكثر من اهتمامها بسيارته الجديدة.
كانت أندريا متأكدة من أن ذلك الإناء الخزفي يجلب لها الحظ. فكلما وضعت ذلك الإناء في منزل من المنازل المعروضة للبيع تلقت عروضا أكيدة للشراء. ولم يكن أصحاب المنازل المعروضة للبيع الذين يُطلب منهم الخروج من منازلهم عندما يقوم الراغبون في الشراء بزيارتها، يعلمون أن الإناء الخزفي قد وضع في منازلهم. وحدث ذات مرة ـ ولا تستطيع أن تتصور كيف حدث ذلك ـ أن نسيت الإناء الخزفي وراءها في أحد المنازل، ثم خشيت أن يكون قد حدث له مكروه، فأسرعت عائدة إلى ذلك المنزل، وتنفست الصعداء عندما فتحت صاحبة المنزل الباب. الإناء، قالت أندريا موضحة للمرأة ـ اشتريتُه ووضعته على الصندوق ريثما أُري المنزل لذلك المشتري، وشعرت بنفسها وهي تجري متخطية المرأة لتمسك بإنائها. وتراجعت صاحبة المنزل، وبعد أن هرولت أندريا نحو الصندوق ألقت عليها المرأة نظرة فيها شيء من الاستغراب. وفي اللحظات القليلة التي سبقت التقاط أندريا للإناء، فكرت في صاحبة المنزل، لا بدّ أنها لاحظت أن الإناء قد وُضع بعناية بحيث تسقط أشعة الشمس على الجزء الأزرق منه، وأن جرتها الفخارية قد أُزيحت إلى نهاية الصندوق القصوى، وحلّ محلّها الإناء. وفي طريق عودتها، ظلت تتساءل كيف نسيت الإناء في المنزل. كان ذلك مثابة التخلي عن صديق وحيد في مفازة ـ والابتعاد عنه. وأحيانا نقرأ في الصحف قصصا عن عائلات تنسى أطفالها في مكان ما وتقود سياراتها إلى مدينة أخرى. ولكن أندريا سارت ميلا واحدا فقط في طرق عودتها قبل أن تتذكر الإناء.
وحدث أنها حلمت بالإناء الخزفي. مرتين، في أحلام اليقظة ـ في الصباح الباكر بين النوم وبين الغفوة التي تسبق النهوض ـ رأته رؤية واضحة. جاء بصورة بارزة وأفزعها لوهلة ـ نفس الإناء الذي تنظر إليه كل يوم.
ودرّت عليها تلك السنة أرباحا وفيرة من بيع العقارات. فقد ذاع اسمها، وازداد زبائنها، وشعرت بالارتياح لذلك، وطرأت على ذهنها فكرة سخيفة: لو كان هذا الإناء كائنا حيا لشكرته. ومرت بها أوقات أرادت أن تتحدث فيها إلى زوجها عن الإناء. وكان زوجها سمسار أسهم وسندات، وكثيرا ما أخبر الناس بأنه محظوظ، لأنه متزوج من امرأة لها حس فني مرهف ومع ذلك بإمكانها أن تعمل بنجاح في عالم الأعمال. وكان بينهما شبه كبير، حقا ـ فهما يترويان قبل أن يتخذا قرارا أو يطلقا حكما. ولكنهما عنيدان تقريبا بعد توصلهما إلى نتيجة. وكلاهما كان يحب التفاصيل، ولكن في حين كانت هي تميل إلى السخرية، كان هو قليل الصبر ويبتعد عن الأمور غير الواضحة أو ذات الجوانب المتعددة. ولكنهما كانا يعرفان ذلك، فهذا من الأشياء التي كانا يستطيعان التحدث عنها عندما يكونان وحدهما في السيارة عائدين إلى البيت من حفلة أو عطلة نهاية أسبوع أمضياها مع أحد الأصدقاء. ولكنها لم تحدثه عن الإناء الخزفي. وعندما كانا يتناولان عشاءهما أو بعد أن يأويا إلى فراشهما ويتمتمان بكلمات قبل أن يغمضا أعينهما، كانت غالبا ما تشعر بالإغراء في الخروج من صمتها وإخبار زوجها بأنها تظن أن الإناء الموجود في غرفة الجلوس، الإناء الأصفر اللون، مسؤول عن نجاحها في مهنتها. ولكنها لم تقلها. لم تستطع أن تبدأ بشرح الأمر. وتنظر أحيانا إلى زوجها في الصباح، فتشعر بالذنب لأنها تخفي عنه سرا بصورة دائمة.
أيمكن أن يكون لها ارتباط خفي بهذا الإناء ـ علاقة من نوع ما؟ صحّحت تفكيرها: كيف يمكن أن تتصور شيئا من هذا القبيل، فهي إنسان حي وهو مجرد إناء. هذا أمر سخيف. انظر إلى الناس كيف يعيشون معا ويحب أحدهم الآخر... ولكن هل كان هذا الأمر دائما بهذا الوضوح؟ لقد أربكتها هذه الأفكار، ومع ذلك فقد بقيت تدور في دماغها. فهناك شيء في داخلها الآن، شيء حقيقي، لا يمكنها أن تتحدث عنه مطلقا.
كان ذلك الإناء لغزا، حتى بالنسبة لها. وكانت تشعر بالإحباط، لأن علاقتها بالإناء تشتمل على شعور دائم بأنها لا تفعل شيئا له مقابل ما تكسبه بفضله من ثروة متنامية. كان من الأسهل عليها أن تفعل شيئا لو أن طلبات معينة قد طُلبت منها بالمقابل. ولكن مثل هذا الوضع لا يحدث إلا في الحكايات الخرافية. فالإناء هو مجرد إناء. ولكنها لم تؤمند بذلك لحظة واحدة، ما تعتقده هو أنها تحب ذلك الإناء.
في الماضي، كانت تحدث زوجها أحيانا عن عقارات جديدة كانت على وشك شرائها أو بيعها وتُسرّ له بالاستراتيجية الذكية التي وضعتها لإقناع صاحب العقار الذي يبدو عليه الاستعداد للبيع. أما الآن فقد انقطعت عن الحديث إلى زوجها حول هذا الموضوع، إذ أصبحت جميع استراتيجياتها تدور حول ذلك الإناء الخزفي. وأصبحت أكثر اعتمادا عليه وازدادت تعلقا به. كانت تضعه في المنازل المعروضة للبيع، فقط عندما لا يكون أحد هناك، وتزيله عندما تغادر. وبدلا من أن تزيح جرة أو صحنا من الطاولة لتضع الإناء الخزفي، صارت تزيل جميع الأشياء من الطاولة قبل أن تضعه عليها. وكانت تجبر نفسها على نقل تلك الأشياء من الطاولة بعناية، لأنها في حقيقة الأمر لا تأبه بها. كل ما تريده هو إبعاد تلك الأشياء عن العيون.
وكانت تتساءل عن النهاية التي يصل إليها هذا الوضع. إذ لا يوجد مشهد (سناريو) محدد تنتهي إليه الأمور، تماما كما هو حال العلاقة مع العشيق. ويصبح القلق عاملا فاعلا. وتغدو المناقشة لا محل لها إذا اختار العشيق أن يرتمي في أحضان امرأة أخرى، أو كتب رسالة وغادر إلى مدينة ثانية. يكمن الخوف من احتمال اختفائه كلية دون إخطار. وهذا ما يهم.
كانت تستيقظ في الليل وتنظر إلى الإناء الخزفي. لم يدر في خلدها أنها قد تكسره دون قصد. كانت تغسله وتجففه بدون قلق، وكانت غالبا ما تنقله من طاولة القهوة إلى الطاولة المصنوعة من خشب المهوغني في ركن غرفة الاستقبال، أو إلى أي مكان آخر، بلا خوف من وقوع حادث له. وكان من الواضح أنها لن تكون الشخص الذي يلحق به أي أذى. ولا أحد غيرها يمسه، وهي تضعه بعناية على طاولة أو أخرى، ولهذا لم يكن من المحتمل أن يكسره أحد ما. والإناء كان موصلا سيئا للكهرباء، فلا يمكن أن تصيبه صاعقة من السماء. ومع ذلك فإن فكرة تعرضه للضرر ظلت تلاحقها وتلح عليها. وهي لم تفكر بأبعد من ذلك ـ لم تفكر في ما ستكون عليه حياتها بدون الإناء. ولكنها ظلت فقط تخشى وقوع حادث ما له. ولِمَ لا، كل شيء ممكن في عالم يضع فيه الناس النباتات في زوايا ليست مناسبة لها في المنزل، لكي يعطوا المشتري المحتمل انطباعا خاطئا مفاده أن تلك الزوايا المظلمة يصلها ضوء الشمس في وقت آخر من أوقات النهار ـ عالم مليء بالخداع.
كانت قد رأت ذلك الإناء أول مرة قبل بضع سنين في معرض للصناعات اليدوية، زارته بشكل نصف سري، برفقة عشيقها. وقد حثها على شراء ذلك الإناء. وقالت له إنها ليست في حاجة إلى مقتنيات أخرى. ولكنها انجذبت إلى الإناء، وأطالا وقوفهما بالقرب منه. ثم انتقلت إلى الجناح التالي في المعرض، وجاء هو خلفها وربت على كتفها في حين كانت تضع أصابعها على قطعة منحوتة من الخشب. فقالت له: " أما تزال مصرا على أن أشتريه؟" فقال: " لا، لقد اشتريته لك." وكان قد اشترى لها أشياء أخرى قبل ذلك ـ أشياء أحبتها أكثر من ذلك الإناء في البداية ـ الخاتم الأسود والأزرق، والكنزة البنية الناعمة ذات الجيب الكبير. وكانت فكرته أنها تستطيع أن تمسك يدها بالأخرى وتضع كليهما في ذلك الجيب الكبير الوحيد الممتد في مقدمة الكنزة عندما لا يكون هو هناك ليمسك يدها. ولكن بمرور الوقت أصبحت متعلقة بالإناء أكثر من أي هدية من هداياه الأخرى. وحاولت أن تغير فكرها، فقد كانت تملك أشياء أكثر جاذبية وأغلى قيمة. فلم يكن الإناء ذا جمال آسر. ولا بدّ أن كثيرا من الناس مرّوا من هناك قبلها ذلك اليوم ولم يشتروه.
كان عشيقها يقول عنها إنها كانت بطيئة دائما في معرفة ما تحب حقيقة. فلماذا تستمر في حياتها كما هي عليه؟ ولماذا تكون ذات وجهين. فقد قام هو بالخطوة الأولى نحوها. وسألها ما الذي يجعلها تظن أنها تستطيع أن تمشي المشيتين على هواها، إذا لم تكن تريد أن تغيّر حياتها وتأتي إليه. ثم قام هو بالحركة الأخيرة ورحل. وكان القصد من خطوته تلك تفتيت عزيمتها، وتدمير أفكارها العنيدة حول الوفاء بالالتزامات السابقة.
ومرّ الزمن. وحين تكون وحيدة في صالة الجلوس في الليل، تنظر أحيانا إلى الإناء الخزفي الموضوع على الطاولة، وهو مضاء بسكون وأمان، فيبدو لها كاملا بطريقته الخاصة. فالعالم فيه منقسم إلى نصفين: نصف عميق ونصف خال ناعم. وحتى عندما يكون الضوء باهتا، تنجذب العين إلى ومضة صغيرة زرقاء بالقرب من حافة الإناء، نقطة متلاشية في الأفق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأصفر - آن بِياتِي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مركز شباب دير الزور  :: أدبجية :: كتابات خالدة-
انتقل الى: