الفكر المعلب

لازل ذالك الشاب الذي يرتدي قميصا بصورة تشي غيفارا و هذا الذي يوشم على ساعده إشارة للسلام يجتمعون مساءا لاستكمال ما انفضوا عليه في ساعة متأخرة من يوم سابق حيث احتدم الجدال بين جزر و مد و طال النقاش على الاستراتيجيات و السياسات المتبعة وما يوجد على الساحة من تكتيكات و أن خيار المقاومة هو الخيار الأوحد و الأمثال منتشين بالانتصارات الأخيرة و مستمدين من الهزائم السابقة قوة و منعة متفقين على أن يضربو بقوة وأن يهزمو العدو شر هزيمة .
كان هذا آخر ما اتفق عليه الشريكان الدائمان في لعبة التريكس ...!?
نعم ياسادتي كانت كل تلك الخطط لتحد الليلة في التريكس و السائل منكم أيها المحترمين بأنه أين ذهبت ثورية تشي ورمزية السلام فالجواب هو أن صديقنا ذاك وجد في تضحية غيفارا موضة سائدة و لفتا أكثر للأنظار كما أنه وجد في ألوان قميصه هذا ما يناسب ذوقه الشبابي الرفيع
( المودرن ) كما وأنه للأمانة لايعرف أبدا من هو هذا الرجل الذي يحمل صورته على صدره فصديقنا ذاك غير مهتم بمعرفة هوية هذا الرجل مادامت صورته تجذب الأنظار إليه و خاصة تلك التي تأتي من الجنس الناعم ما يعرفه عنه فقط أنه قاد ثورة ما أين و متى وكيف أسألة نسي أن يسألها أو يبحث عنها
أما شريكه صاحب الوشم فقد وجد في تقليد وشم بطله المفضل فرصة سانحة لتطبيق أكبر عدد من صاحبات الوشوم الناعمة معتقدا أن بطله وجد في تقليد إشارة سيارة المرسيدس بطريقة كوميدية تميزا و تفردا على الساحة الفنية .
دائما ما يوصف هذا الجيل برأيان متبانيان فأحدهما يذهب بالمراهنة عليه بأنه جيل قادر على صنع المعجزات و تحقيق المستحيل و الآخر ينظر إليه بأنه جيل مفرغ من القيم و المبادئ و أنه جيل الوجبات الجاهزة .
لازلت أتذكر نضرات الحزن و الأسى في عيني صديقي الذي وقف ينتحب لعرينا من أبسط أنواع الثقافة ألا وهي ثقافة الأسماء و الشخصيات أو ما يعرف تحت المفهوم الدارج بثقافة العناوين .
نعم أيها الصديق أصبحنا نصبغ أجسادنا بصبغة تبدو للوهلة الأولى براقة للعيان ولكن سرعان ما تزول هذه الصبغة لتظهر عرينا و ضحالة فكرنا عند أول مواجهة مع مرآة الحقيقة .
فلازلت أذكر ذلك الشاب الذي يتفاخر بمتابعته للسياسة و أحداثها وهو لم يسمع قط بلينين أو ستالين .
إليك أيها الصديق المنتحب أشيع أسطورة راسبوتين وعينيه التي سلبت قلوب نساء قياصرة روسيا بعد مقتلها في معركة كانت عينا بطل الدرامة التركية الطرف الأقوى فيها .
فكم منا يعرف أسطورة راس بوتين وكم منا لايعرف قصة عيني البطل الأشقر ?!
إليك ياعزيزي أبث خبر انهيار قيمنا ومابدئنا أما قيم ومبادئ جدية أقامتها أكاديميات برامج الحياة الواقعية .
إليك فقط أنعي فكرنا العربي أمام فكر معلب مستورد ليباع على شاشتنا العربية و بنصف القيمة .
نحن الآن في موسم تنزيلات القيم و المبادئ و هذه البضاعة الرخيصة تلاقي رواجاً واسعاً بين صفوف الشباب فهي و على حسب وصفهم موضة العصر و بها فقط بإمكانهم الدخول إلى بوابة الحياة الاجتماعية .
عزيزي دعنا نحسب الوقت الذي يستغرقه شاب أو فتاة لتذكر الخنساء أو جميلة بوحيرد و نقارنه بالوقت الذي يستغرقه لمعرفة من هي نانسي عجرم مثلا ?!!

والله ما عجبني منظر عدد الردود صفر مع إنو في عدد مقبول من الزيارات .

يعطيك العافية محمد
بس انا راح أقلك ليش في زيارات مافي ردود
لأني انا واحد من الزوار ماني عرفان شو بدي رد عليك
قريتو مقالتك .... أثرت بيي ..... بس ماني عرفان شو برد عليك
لوكانت المقالة تتعلق برياضة أو بفن أو أي موضوع أخر
منت أول واحد راح رد عليك بس!
ماني عرفان شو أحكي مع أني طالب علوم سياسية
ماراح أقلك غير الله يهدينا

تقبل مروري lol!

موضوع: رد: الفكر المعلب السبت يناير 16, 2010 1:48 am

سلام الله

بسبب هذا الفكر غاصت الامة وياريت المعلبات صالحة كلها منتهية مدتها

بشكرك كل الشكر حنظلة

استودعكم صاحب الحمد بامانه
سلام الله

حنظلة صديقي
شكرا على مقالك
بل على مقالاتك

أما مسألة الردور
النادرة عليها

فإني أرجعها إلى
أن موضوعك مكتمل
لم تترك فيه ثغرة
أو محل لسؤال

اللهم إلا من سؤال واحد
إلى متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟