كل شيء..عن طقوس العيد في الدير

كل شيء..عن طقوس العيد في الدير

«تشهد أسواق "ديرالزور"
في العشر الأواخر من رمضان إقبالا كبيرا من المواطنين، حيث تزدحم محلات الألبسة
الجاهزة بهؤلاء المواطنين لشراء ألبسة العيد وبشكل خاص محلات الأطفال، وقد طغت
الألبسة الجاهزة في هذه الأيام عما كان سابقا، حيث كان الإقبال آنذاك على الخياطين
لتفصيل بدلة العيد وهي عبارة عن (طقم رسمي في فصل الشتاء وبدلة سفاري
صيفا)...


والتي في أغلب الأحيان لا تسلم إلا في صباح اليوم الأول من
العيد، أما اليوم فقد أصبح الإقبال على الجاهز أكثر من المخيط، مع انتشار المحال
التجارية والمعامل المحلية، إضافة إلى أن بعض الألبسة الجاهزة باتت اليوم أقل كلفة
من المخيط، كما لم يعد يقتصر لباس العيد على الصغار فحسب، فالعيد وتجهيزاته أصبحت
للصغار والكبار».



هذا ما قاله السيد "محمد شلاش" لموقع eDair-alzor
عن بعض الاستعدادات التي تسبق العيد عادة في "ديرالزور" وتابع حديثه: «ويكثر في
نهاية الشهر الكريم الباعة الموسميون الذين يمتهنون بيع الألبسة والأحذية على شكل
بسطات في أسواق "دير الزور" وبشكل خاص شارعي ( ستة إلا ربع، وحسن الطه)، حيث تقوم
الجهات المعنية بمنع دخول السيارات إليها تسهيلا لحركة المواطنين الذين يتوافدون
بإعداد كبيرة لشراء حاجاتهم، وينتهي عمل هؤلاء الباعة مع نهاية الساعات الأخيرة
ليلة الوقفة».

"الكليجة" و"الأقراص" "الديرية"

لا يكاد يمر عيد دون
أن تكون "الكليجة الديرية" و"الأقراص" حاضرة في كل بيت، وهي من العادات والتقاليد
المتوارثة أباً عن جد، ولا تزال متوارثة حتى يومنا هذا، والتي يتم إعدادها من
الطحين الذي يعجن مع البيض والسكر والسمن العربي وبعض المنكهات التي تسمى (آلات
الكليجة أو الحوايج)، ثم يتم تقطيعها إلى عدة أشكال منها المثلث أو الدائري أو
المربع، بعد ذلك يقوم الرجال بأخذها إلى أفران السوق لشوائها،

وتبدأ عملية
إعداد الكليجة

عادة في يوم الوقفة وهو اليوم الأخير من "رمضان"، لتبقى طرية
وطازجة أثناء تقديمها للضيوف في العيد، كما كانت بعض النسوة تقوم بشوائها على
التنور حتى دخول الأفران إلى المنازل، وشهدت صناعة الكليجة هذه الأيام تطورا فخرجت
من دائرة التحضير في المنازل لتباع في بعض المحال المختصة بالمعجنات "الديرية"،
وهذا التطور يعود إلى سببين: الأول أن كلفتها في المحال الجاهزة باتت أرخص من
تحضيرها في المنازل، إضافة إلى ضيق الوقت باعتبار أن أكثر النسوة اليوم أصبحن
موظفات وهذا يشكل عبئاً في تحضيرها في المنزل حيث يجدون الراحة الجسدية والمادية
بآن واحد عند إحضارها جاهزة من السوق، و"الكليجة" نوعان منها "الكليجة" السادة
ومنها "الكليجة" المحشوة بالتمر، أما الأقراص "الديرية" فهي من نفس صنف "الكليجة"
إلا أن طريقة تحضيرها وشكلها يختلف اختلافا بسيطا، وهي الأخرى لا يكاد منزل يخلو
منها في الأعياد.

كما تشهد محلات السكاكر إقبالا من المواطنين لشراء ضيافة
العيد من (الشوكولا بأنواعها والملبس والنوكا والكرميلة)، وقد دخلت في الآونة
الأخيرة أنواع أخرى من الضيافة مثل المن والسلوى وعجينة اللوز والفواكه المجففة،
وراحة الورد الشامي وغيرها».

تعزيلة العيد..

ويضيف السيد "شلاش"
قائلا: «جرت العادة قبل كل "عيد" أن تقوم النسوة في اليومين الأخيرين من "رمضان"
بحملة نظافة كبيرة في المنازل تسمى (بتعزيلة العيد)، حيث يتم غسل جدران المنازل
وواجهاته والنوافذ والأبواب مع مسح الأثاث والثريات في غرف الضيوف وغسل وكوي
البرادي، إضافة إلى تعزيلة المطبخ، وهي أيضا من العادات المتوارثة أباً عن جد ولا
تزال موجودة حتى يومنا هذا، وهناك من يلجأ في هذه الفترة لبعض أعمال الصيانة أو
الترميم كدهان البيت والقيام ببعض الإصلاحات فيه وتأهيل إنارة المنازل ومدخل
الدرج».

حلاقة العيد...

تشهد صالونات الحلاقة ليلة العيد إقبالا
كبيرا، على اعتبار أن حلاقة العيد لا بد منها للصغير والكبير على حد سواء، حيث
يتوافدون على الصالونات بدءا من صباح يوم الوقفة حتى ساعات الفجر الأخيرة من صباح
"العيد"، وهي أيضاً من العادات المتوارثة والتي كان يتبعها زيارة حمام السوق، إلا
أن هذه الحمامات انقرضت بشكل كامل في "دير الزور".

طبعا هذه الظاهرة لا
تقتصر على الرجال فقط بل تشهد أيضا صالونات التجميل وتزيين النساء إقبالا أكثر من
صالونات النساء.

مواقع العيد...

لم يكن يوجد في مدينة "دير الزور"
سابقا إلا موقعين للعيد الأول أمام حديقة "الشيخ ياسين" ويسمى "بالعيد"، والثاني
قرب سوق "الهال" ويطلق عليه أيضا (عيد سوق الهال) حيث يقبل الأطفال على هذين
الموقعين من كافة أحياء المدينة القريبة منها والبعيد، ولا تزال هذه المواقع حتى
يومنا هذا أكبر تجمعات للأطفال في العيد.

حيث يقوم أصحاب الألعاب في اليومين
الأخيرين من رمضان بنصب (المراجيح والدويخات والقليبات) في هذه المواقع، لتتوافد في
اليوم الأول إلى الموقع ذاته عربات المأكولات الشعبية والحلويات وبسطات الألعاب،
إضافة إلى عربات نقل الأطفال والخيول.

وقد دخلت في السنوات العشر الأخيرة
بعض المواقع الجديدة التي جهزت ببعض الألعاب الحديثة "كالحديقة المركزية" و"مدينة
الملاهي" في حي "الثورة"

إثبات العيد

بعد إثبات "العيد" تبدأ
"المساجد" بالتكبير، حيث يجتمع الأطفال والشباب مرددين وراء "المؤذن" ابتهالات
التكبير ويسمع دوي مدافع العيد منذ إثباته، وبعد كل صلاة في العيد، ثم يتوجه
المصلون بعد تأدية صلاة "العيد" لزيارة المقابر ليترحموا على موتاهم، لتبدأ بعدها
زيارات العيد ابتداء من بيت "الجد" أو "العم" الأكبر فالأصغر لتبادل التهاني بحلول
"عيد الفطر".